7 من أجمل أفلام نهاية الرأسمالية والعالم
هل يمكن للرأسمالية أن تنتهي قبل نهاية العالم؟ أم أن الاثنين مرتبطان ببعضهما لدرجة أن تفشي الرأسمالية ستكون السبب وراء انهيار العالم، عموما الناقد البريطاني مارك فيشر لخص الأمر في مقولة عميقة وهي “توقع نهاية العالم أبسط من توقع نهاية الرأسمالية”، اليوم نستعرض معاً أهم أفلام نهاية الرأسمالية، والتي قد تختلف أو تتفق مع مقولة فيشر.
قبل التحدث عن أفلام الواقعية السوداء، علينا أن ندرك أن عام 2020 وهو عام الوباء كما يطلق عليه البعض، خاصة بعد اجتياح جائحة كورونا المقيتة العالم وتسببها في مقتل الملايين، فقد أدرك الكثير منا أن العالم في طريقه نحو التغيير أو الهلاك، وأن النظام المتواجد حالياً ركيك لدرجة أنه لن يتصدى كثيراً أمام ثورة الطبيعة.
ورغم أن عام 2020 لم يُغير شيئاً مع الرأسمالية المتعفنة والمسيطرة على العالم، كما أن الحياة ما زالت تكافح من جديد بعد تطوير لقاحات كورونا، إلا أن النظرة المتشائمة لدى الكثير تتكهن بأن المستقبل سيصبح أكثر ظُلمة، كما ناقشت الكثير من الأفلام التي نقلت لنا تصوراً خيالياً أو توقعي عن مشهد نهاية العالم.
من هنا كتب مارك فيشر كتاب عن الواقعية الرأسمالية، أثبت من خلاله صحة نظرية تشبيه الرأسمالية بالكائن الطفيلي، حيث إن هذا الكائن قادر على تحويل البشر إلى زومبي، لذا فالطريقة المثلى لتخيل ما سيكون عليه العالم بالمستقبل، هي مشاهدة أفلام سينمائية تعطينا انطباعاً خاصاً عن مفهوم الرأسمالية ونهاية العالم.
قائمة المحتويات
أبرز أفلام نهاية الرأسمالية
1. فيلم Songs from the Second Floor
فيلم كوميدي درامي، هو واحد من أهم أفلام نهاية الرأسمالية بالسينما العالمية حيث تم إنتاجه عام 2000 من إخراج المخرج العالمي روي أندرسون، حاصلاً على تقييم جيد على موقع IMDB وهو 7.5 من 10، أما على موقع Rotten tomatoes فكان تقييمه 89%.
الفيلم يتناول صورة خيالية عن الأيام الأخيرة في عهد الرأسمالية على الكوكب، حيث إن عام 2001 سيكون عام الاضطرابات واستنزاف المعنويات الهابطة خاصة للمُسنين الذين فقدوا شغفهم بالحياة، فالعالم الغربي يصبح على كف عفريت جراء التعصب من أجل الحياة الرأسمالية المزيفة.
والسيئ في الفيلم أنه لا يُقدم حبكة ولا هدف من قصته، بل مجرد توقع غير مبني على دليل قاطع بأن نتيجة استفحال الرأسمالية في العالم مع الكادحين والبسطاء ستكون التعادل بشكل سلبي، فلن يربح الرأسماليون ولن يخسر البسطاء والمهمشين، لأن الجميع عالق داخل هذا العالم الموحش.
خاصة بعد التردي لمؤشر الاقتصاد العالمي في باكورة الألفية الجديدة، فيظهر الفيلم الكثير من المشاهد الكئيبة التي يصعد منها رائحة التوتر المُختلطة بالألوان الرمادية ووجوه الأبطال الشاحبة كأنهم جثث خرجت من القبور نحو قبور أخرى ولكنها للأحياء.
2. فيلم NomadLand
فيلم دراما من إنتاج عام 2021، إخراج المخرج الرائع كلوي تشاو، حاصل على تقييم جيد على موقع Imdb وهو 7.3 من 10، أما على موقع Rotten tomatoes فكان تقييمه 93%.
الفيلم يسرد حياة سيدة ستينية وهي الممثلة الموهوبة الحاصلة على أوسكار مرتين فرانسيس مكدورماند، حيث تقرر العيش بين براري غرب أمريكا، فقد كانت فرانسيس قادرة وحدها على إظهار الكثير من المشاعر التي تجعلك لا إرادياً تستميل لها.
قد يكون الفيلم بعيداً عن أفلام نهاية الرأسمالية بشكل عام، إلا أنه بالطبع يظهر الفرق بين أمريكا التي كان عدد سكانها 70 ألف نسمة قبل 400 عام وأمريكا اليوم بعد طغيان الرأسمالية وتحولها إلى مستعمرة للمغتربين والمستوطنين، حيث إن رسالة الفيلم رغم عمقها، إلا أنها واضحة في رفضها للاستعمار العرقي ومناشدتها لعودة أمريكا لمواطنيها الأصليين.
فاليوم كل شيء في أمريكا خاضع لسطوة الدولار، المواطنون ليسوا سوى ممتلكات وعبيد لقسوة النظام الرأسمالي الذي يصفه الفيلم بالغموض والسادية.
اقرأ أيضا: أفضل 14 من أفلام هيو جاكمان نجم سلسلة X-Men إكس مان
3. فيلم Lamb
يصنف من فئة أفلام فانتازيا ودراما ورعب، من إنتاج عام 2021 للمخرج المخضرم فالديمار جوهانسون، حاصل على تقييم متواضع على موقع Imdb وهو 6.3 من 10، أما على موقع Rotten tomatoes فتقييمه جيداً جداً وهو 86%.
هذا الفيلم السوداوي يتحدث باستفاضة عن سلبيات الرأسمالية بالمجتمعات الريفية، فكلما أصبحت المؤسسات الرأسمالية متحضرة، كما أصبحت الحياة الريفية محتضرة، فالأبطال في الفيلم هم أسر تعاني من الوحدة والعزلة والعمل في أضيق الحدود من أجل مواجهة مرار الحياة.
يقررون عدم الإنجاب خوفاً من إخفاقهم في إعالة الأطفال، فيكتفوا بتربية الحيوانات والماشية، حيث إن الرجال يعملون في الحقول يزرعون ويحصدون، أما النساء تضطر لتجميد البويضات والعمل في حظائر الخرفان، فلا يوجد أمل في المستقبل ولا إنجاز بالحياة داخل المجتمعات الريفية.
لذا فالذعر والخوف من القادم ناتجه الطبيعي الهلاك خاصة وأن الأمهات بحاجة للأمومة والآباء بحاجة للسند بعد الكبر، فلا يوجد أي ترابط بين البشر داخل أحداث هذا الفيلم الكئيب.
4. فيلم Sorry to Bother You
يصنف من فئة أفلام كوميدية ودراما، تم عرضه عام 2018 للمخرج العالمي بوتس رايلي، حاصل على تقييم متوسط على موقع Imdb وهو 6.9 من 10، أما على موقع Rotten tomatoes فتقييمه رائع وهو 93%.
فيلم آسف على إزعاجك يناقش نهاية الرأسمالية، ولكن بشكل فكاهي ساخر، لذا يمكنك أن تعتبره أكثر فيلماً مختلفاً معنا بالمقال، فالكوميديا السوداء بالفيلم تكشف الكثير عن هذا الواقع العبثي، من خلال حياة مندوب مبيعات يستخدم الهاتف في تسويق منتجاته أو كما يُسمي تلي سيلز، هذا الشاب يعيش في كاليفورنيا حيث يشعر بأنه حبيس داخل سجن هذه الوظيفة.
فيجد نفسه يهرب من هذا السجن الواقعي إلى العيش داخل حالة من التخيلات وأحلام اليقظة، فالفيلم يرى بمنطقية أن عالم الخيال والأحلام أقوى وأبقى من عالم الرأسمالية، فالرأسمالية تحتاج إلى تواجد النظم الاقتصادية والاجتماعية وتفعيلها بشكل جيد، أما بعالم الخيال فلا بد من دحض كل هذه المفاهيم من أجل الاستمتاع بالتجربة.
5. فيلم Dogville
من فئة أعمال جريمة ودراما، تم عرضه عام 2003 من بطولة الجميلة نيكول كيدمان وإخراج المُبدع لارس فون ترير، حاصلاً على تقييم عال على موقع Imdb وهو 8 من 10، أما على موقع Rotten tomatoes فتقييمه جيداً وهو 70%.
الفيلم يصور الحياة البسيطة في المدينة الصغيرة دوجفيل داخل أمريكا، فهو أشبه بعرض مسرحي حيث يعرض المدينة بشكل استعراضي بدون مناظر طبيعية ولا حياة مدنية، فهي مجرد مدينة صغيرة يقطن بها أشخاص طيبون تريد الحياة في وئام.
قصة الفيلم تتمحور حول غريس التي تهرب إلى دوجفيل من رجال عصابات لسبب غامض، فتجد داخل المدينة وبين أهلها الكرم والاحتواء والدفء، فتقرر التفاعل معهم وتقديم مهاراتها وخدماتها لهم بدون مقابل، إلا أن حتى دوجفيل بها بعض الرأسماليين الذين يحاولون السيطرة على غريس.
الغريب في الفيلم هو اعتماد مخرجه على جعل المشهد السينمائي أقرب إلى المسرح، كأنه يريد أن يجعل المُتلقي يشعر بماهية الحياة البسيطة التي لا تتطلب سوى ترك خيالك الخصب لعنان السماء، وأنت ترسم الخطوط المتبقية لمدينة دوجفيل، والتي رفض المخرج إظهار جمالها الخارجي؛ لأنه يرى أنها مجرد مظاهر مخادعة لا تتبعها سوى المجتمعات الرأسمالية المقيتة.
6. فيلم American Psycho
فيلم رعب نفسي دموي تم عرضه عام 2000 من بطولة النجم الموهوب كريستن بيل وإخراج الرائعة ماري هارون، حاصل على تقييم عال على موقع Imdb وهو 7.6 من 10، أما على موقع Rotten tomatoes فتقييمه متواضع وهو 69%.
الفيلم يتحدث بشكل عام عن شخص سيكوباتي يعمل في وول ستريت، الحياة بالنسبة له عبارة عن رغبات وشهوات يسعى بكل قوته ونفوذه لتلبيتها مهما كانت التكلفة، فقد يقوم باستئجار عاهرة وقتلها من أجل أن يحظى بلحظة من لحظات الإثارة والمتعة.
الفيلم حقاً غريب وأداء كريستين بيل الشاب السطحي الذي لا يكترث بالحياة سوى لملابسه الفاخرة وعضلاته المفتولة ومظهره المثالي، يجعلك تدرك مدى غرابة أولئك الأشخاص الذين يتعاملون مع الحياة على أنها ملك لهم بكل ما تحتويه من أموال ورغبات، كلما أعطتهم الحياة مزيداً من الترف والنعيم، عاثوا فساداً في الأرض معتقدين أنهم فوق الآخرين.
بالنهاية الفيلم مُترع بالمشاهد الدموية والجنسية لذا لا بد من توخي الحذر إذا كنت لا تهوى هذه النوعية من الأفلام، فسيكون هذا العمل السينمائي غير ملائم للمشاهدة.
7. فيلم Melancholia
فيلم هام من أفلام نهاية الرأسمالية وهو ثاني فيلم معنا بالقائمة من إخراج لارس فون ترير، تم عرضه عام 2011 بالسينمات، حاصلاً على تقييم جيد على موقع Imdb وهو 7.2 من 10، أما على موقع Rotten tomatoes فتقييمه جيداً جداً وهو 80%.
فيلم ميلانخوليا من أفلام الخيال العلمي والدراما النفسية، حيث إن الميلانخوليا هي متلازمة نفسية مرتبطة بأعراض الاكتئاب المزمنة، فقد كان مؤلف ومخرج الفيلم يعاني من حالة اكتئاب شديدة عندما كتب هذا الفيلم في كتاب اسمه “ثلاثية الاكتئاب” خلال تواجده في مصحة علاج نفسي.
فالبطلة جوستين هنا هي سيدة تعاني من حياة زوجية فاشلة وتسعى للطلاق، كما أنها تعاني من بعض الاضطراب النفسي الذي يجعلها تتخيل أن العالم سينتهي جراء ارتطام كوكب ميلانخوليا بكوكبنا.
يرصد الفيلم حالة البطلة التي قررت الاستكانة داخل عالمها المظلم، فهي مؤمنة أن الحياة على هذا الكوكب تنبض بالشر، حتى عن سؤالها عن سبب هذا الاعتقاد لا تجد إجابة مُنمقة لترسيخ هذه الإيمانية ببشاعة الحياة بالبرهان، ولكنها فقط تبني هذا الشعور بناء على حدس داخلي يحركها.
اقرأ أيضا: أفضل 10 أفلام مكسيكية سينمائية
