تنمية بشرية

أكاذيب التنمية البشرية: 10 خدع تُروَّج على أنها حقائق

10 أكاذيب تحاول التنمية البشرية ترويجها

يلجأ مدربو التنمية البشرية إلى استغلال مظهرهم وقدرتهم على الإقناع، في تعبئة عقول المستمعين بأفكار خيالية عن النجاح، مثل قولهم ” يمكنك تحقيق النجاح والاستمرار في تحقيقه، فقط بثقتك في نفسك”. ولكن الحقيقة أن النجاح يحتاج إلى الكثير من العمل والجهد. وثمة الكثير من تلك القواعد الخيالية لديهم، وسوف نتحدث في السطور القادمة عن أهم أكاذيب التنمية البشرية التي تحاول ترويجها.

  • يمكن تعريف التنمية البشرية بأنها تطوير قدرات الفرد المختلفة وتنميتها بشكل مستمر ودائم. وذلك من خلال تفاعله مع الناس أو المحيطين به.
  • من التطور الاجتماعي انبثق مفهوم التنمية وذلك أن الإنسان هو محور هذا التطور وتكيفه مع المحيط.
  • تنمية الذات وتطوير الذات والقدرات الذاتية للإنسان هي إحدى المكونات الرئيسية للتنمية البشرية. ولكن مصطلح التنمية البشرية مصطلح واسع يشمل تنمية الذات كأحد فروع التنمية.
  • في الوقت الحاضر أخذ هذا المفهوم يتطور بشكل سلبي كبير نتيجة وضع الكثير من الفرضيات أو الأفكار الزائفة. والتي تحاول أن تضفي طابعاً علمياً على بعض ممارسات هذا المفهوم والتي ثبت عدم صحة أغلب هذه الفرضيات المتداولة.

ولذا، إليك عزيزي القارئ 10 قواعد يستخدمها مدربو التنمية البشرية لـ إقناعك بفكرة ما، لكنها من وجهة نظر علماء ودراسات علم النفس، لا تمت للواقع بصلة، بل إنها غير مفيدة، وكذلك قد تحمل تأثيرات سلبية في النفس البشرية، وهي ما يطلق عليه أكاذيب التنمية البشرية.

إبراهيم الفقي، أشهر مدربي التنمية البشرية
إبراهيم الفقي، أشهر مدربي التنمية البشرية

أكاذيب التنمية البشرية

تفاءَل تنجح

عادة ما ينصح مدربو التنمية البشرية المتدربين بهذه النصيحة. بل إنهم يؤكدون باستمرار على أن التفاؤل هو طريق النجاح، وأن الشخص يمكنه تحقيق ما يريد، فقط إن آمن بأنه يمكنه تحقيقه. والحقيقة أن علماء النفس لهم رأي آخر، كذلك الدراسات التي أجُريت في هذا الصدد، جاءت نتائجها مخالفة لهذه النظرية.

ويرجِع علماء النفس أسباب رفضهم لهذه القاعدة: إلى أن الأهداف الوهمية التفاؤلية قد تضعِف من تأثير الدوافع الحقيقية للنجاح، كما أن استمتاع الشخص بالمستقبل الزاهر الوهمي، يمنعه من اتخاذ خطوات كافية لتحقيقه. في الحقيقة يقول أحد علماء النفس أن الأفكار التشاؤمية لها بعض الجوانب المشرقة، لأنها تمنح الشخص إمكانية التكيف مع أي وضع، وتغيِّر من نمط تفكيره إلى الأفضل. وهي من أشهر أكاذيب التنمية البشرية.

المديح يزيد تقدمك

تتردد هذه العبارة كثيرًا في أوساط دورات التنمية البشرية، في حين يرى علم النفس أن المديح الزائد يزعزع دوافع النجاح الحقيقة. وقد أجريت العديد من الدراسات، من بينها دراسة أجريت من أجل تعزيز ثقة النفس عند الأطفال. وفي هذه الدراسة تلقى مجموعة من الأطفال مديحًا أكثر من المجموعة الأخرى على مفهوم الكرم والعطاء. كما جاءت النتائج عكس المتوقع، حيث أظهر الأطفال، الذين تلقوا المديح الأكثر، سخاءً أقل.

وهذا ما يجعلنا نفكر، هل أضر بعض الآباء أبناءهم بمدحهم الزائد لهم؟ بكل أسف، هذا هو رأي كثير من الباحثين في هذا المجال. وذلك لأن الطفل، يؤدي مهامه لنيل المزيد من المدح، ولا يوجد لديه أي دافع آخر. وهي من أكثر أكاذيب التنمية البشرية ترويجا في المجتمع.

المقابل المادي ليس دافعًا للنجاح

ينفي علماء النفس هذه القاعدة. بل ويؤكدون على أن المال يشكل حافزًا كبيرًا لتحقيق النجاح. وقد ثبتت صحة هذه المعلومة من خلال تقرير لـ الباحثين في علم الأعصاب، الذي جاء بين طياته أن أدمغتنا تعمل بكفاءة أكثر، حال تحفيزها بالمكافآت. لذلك أكاذيب التنمية البشرية لا تمت للواقع بصلة في بعض الأحيان.

لا تستسلم

أكذوبة أخرى من أكاذيب التنمية البشرية وهي شائعة جدًا في عالم التنمية البشرية. لذلك يستخدمها الكثير من مدربي التنمية البشرية من أجل تحفيز المتدربين على السعي وراء تحقيق أهدافهم.

لكن علماء النفس لهم رأي مختلف، فهم يرون أن هذه العبارة تقود المتدرب إلى الفشل. وتستند آراؤهم إلى عدة دراسات جاءت نتائجها معاكسة لقاعدة “لا تستسلم”، بل إن تلك الدراسات قد أثبتت أن الأشخاص الذين تخلوا عن أهدافهم لعدم تمكنهم من تحقيقها، هم في الحقيقة أكثر سعادة ممن تمسكوا بأهدافهم. وأفضل دليل على ذلك، النجاح الباهر الذي حققته شركة آبل، بسبب تخلي ستيف جوبز عن أكثر من 90% من المنتجات، حتى يتمكن من التركيز على الباقي.

التركيز على الأهداف الكبيرة يحقق نجاحًا أكبر

من بين أكاذيب التنمية البشرية التي لا يتفق علماء النفس مع مدربي التنمية البشرية حولها في أن النجاح الأكبر والأسرع يتطلب تركيزًا منصبًا على الأهداف الكبيرة فقط. بل يرى علماء النفس أن تحقيق النجاح يكمن في استهداف أهداف قريبة سهلة التحقيق. أو ما يعرف بمبدأ “خطوة بخطوة”، فهذا أفضل للإنجاز.

استمتع بعملك وستحقق نجاحًا أكبر

لا يوافق علماء النفس على هذه القاعدة، بل يعتقدون أن تحقيق النجاح يتطلب قبل كل شيء، التركيز على نقاط القوة لدى الأطفال مثلاً واستغلالها بالطريقة المثلى. فلن يكون العمل ممتعًا طوال الوقت، لأن إنجازه يتطلب جهدًا وكدًا. بالإضافة لذلك، فإن نسبة استمتاع الأشخاص الناجحين في العديد من المجالات بأعمالهم نسبة قليلة. الاستمتاع ليس شرطا في تحقيق النجاح لذلك فهي من أكاذيب التنمية البشرية.

الصراعات تُعيق تحقيق النجاح

حياتنا اليومية لا تخلو أبدًا من الصراعات. وفي حين ينصح مدربو التنمية البشرية بضرورة تجنب الصراعات، يرى علماء النفس أن الصراعات من الممكن أن تكون حافزًا للمزيد من الإنتاج. وذلك بشرط التعامل معها من وجهة نظر منطقية. كما تأتي الدراسات مؤيدة لرأي علماء النفس أيضًا.

تجنب الضغوط

لا شك أن الضغوط العصبية لها آثار سلبية وعواقب وخيمة على النفس البشرية. لكن علماء النفس يصنفون الضغوط إلى ضغوط سلبية وأخرى إيجابية، ولـ الضغوط الإيجابية آثار جيدة، لذلك فهي تدفعنا نحو المزيد من الإنجاز، شأنها كشأن التمرينات الرياضية التي تُشعرنا بـ التعب لكنها مفيدة. لذلك تعتبر هذه المقولة من بين أكاذيب التنمية البشرية التي تحاول الترويج لها.

ثق بنفسك وستحقق نجاحًا باهرًا

من بين أكاذيب التنمية البشرية التي لا يوافق علماء النفس أيضًا. فهذا هو ستيفان كيرشنر، كما يؤكد على أن عدم الثقة بالنفس قد تكون هي الدافع الفعلي لتحقيق النجاح، وقد توصل كرشنر لهذه النتيجة بعد أن قام بتحليل دوافع النجاح لدى بعض اللاعبين المحترفين. ومن بينهم لاعب كرة القدم الشهير “ليونيل ميسي”.

ركِّز أكثر على هدفك وستحقق المستحيل

ربما يستشهد مدربو التنمية البشرية بقصة هيذر كامف العداءة الأمريكية، هيذر كامف تعثرت في إحدى سباقات العدو، كما أنها تمكنت من النهوض والعودة للسباق مرة أخرى، بل وتمكنت من الفوز بالسباق أيضًا.

يستشهدون بقصتها لإثبات أن التركيز على الهدف يؤدي في النهاية إلى تحقيق نجاح باهر. ولكن يبدو أنهم تجاهلوا أن هذه العداءة لم تكن لتفوز بالسباق لولا تفانيها في التدريبات. ولولا بذلِها الكثير من الجهد لزيادة لياقتها البدنية وتقوية عضلاتها.

ولهذا السبب، يرى علماء النفس أن التركيز على الأهداف ليس كافيًا لتحقيقها.

لذا، عزيزي القارئ، عليك توخي الحذر عند استماعك لنصائح مدربي التنمية البشرية، واعرض الأمر على عقلك أولاً، وفاضل بين آرائهم وآراء علماء النفس، لتتمكن من الاستفادة من إيجابيات آراء كل منهم. وعليك ان تميز أكاذيب التنمية البشرية عن الواقع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!