معارف ومعلوماتالتاريخ والحضارة

قصة الحرب الباردة التي قسمت العالم إلى قطبين

يراود مصطلح الحرب الباردة مسامعنا كثيراً، ويتساءل الكثيرون عن ماهيته؟ فهو صراع حدث بين الولايات المتحدة ودول الاتحاد السوفيتي عقب الحرب العالمية الثانية، ونشأ هذا الصراع بسبب محاولة كل طرف في فرض قوته وسيطرته التامة على العالم.

والجدير بالذكر عدم احتواء هذا الصراع على استخدام أسلحة حربية، بل كان صراعاً بصورة غير مباشرة. ومن دون أي تصادم عسكري، وكان ذلك سبباً جلياً وراء تسمية الحرب الباردة بهذا الاسم.

ملامح بداية الحرب الباردة

نشبت الحرب العالمية الثانية بين دول المحور ودول الحلفاء، واستغرقت حوالي 6 سنوات. فكانت بدايتها سنة 1939 ميلادية، وانتهت عام 1945 ميلادية.

كما كانت دول الحلفاء آنذاك تضم عددًا بسيطًا من الدول، ففي بادئ الأمر اقتصرت على: بريطانيا، الصين، فرنسا، بولندا، ومن ثم انضمّت إليهم الولايات المُتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي. بينما دول المحور شملت على: ألمانيا إيطاليا وانضمّ إليهم فيما بعد اليابان ورومانيا والنمسا والمجر وبلغاريا.

بداية الحرب الباردة: في الحقيقة تسببت الحرب العالمية الثانية في حدوث كوارث عدة على الصعيد الإنساني أو السياسي، فكانت تتسم بكونها من أشرس ما مر على تاريخ البشرية من حروب، فمن أكثر الجرائم الإنسانية التي حدثت حينذاك هو قيام الولايات المتحدة بإسقاط قنبلتين ذريتين على كل من هيروشيما وناغازاكي في الأراضي اليابانية نتج عن ذلك الفعل المُشين وفاة الملايين من المدنيين والعسكريين.

أما على المستوى السياسي باتت السيطرة للقوتين على العالم أجمع وهما الاتحاد السوفيتي الذي يمثل الاشتراكية والشيوعية، والولايات المتحدة.

البداية الحقيقية للحرب الباردة

لم تكُن البداية الفعلية للحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة عام 1945 ميلادية كما يعتقد الكثيرون. بل كان قبل أعوام وتحديدًا عام 1941 منذّ قيام اليابان بالقصف على ميناء بيرل هاربر الأمريكي. فقد اعتمد طرفا الحرب الباردة في محاولاتهم إلى الوصول للهيمنة العالمية على إدارة مجريات الأمور بصورة غير ظاهرة وببطء شديد. واستغرقت تلك الحرب سنوات طوال، وانتهت عام 1992 بسبب انهيار الاتحاد السوفيتي.

حاول جوزيف ستالين الزعيم السوفيتي فرض القوى السوفيتية والسيطرة على أوروبا. بالرغم من أن الاتحاد السوفيتي كان من دول الحلفاء للولايات المتحدة الأمريكية في الحرب العالمية الثانية. وتسبب ذلك في استياء ورفض من دول الحلفاء؛ لأنها كانت وعدت أوروبا بإجراء انتخابات ديمُقراطية نيابية بها منّذ لحظة تحررها من السيطرة الألمانية. وتسبب ذلك الرفض من قطع الاتحاد السوفيتي لعلاقاته بالدولة الغربية والبدء بالتوسع من قبل الحكومات الشيوعية.

ظلت الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي وأميركا مستمرة بعد وفاة القائد السوفيتي ستالين، واستمرت الدولتان في محاولاتهم لجذب دول العالم، وكان سببًا وراء تأسيس حلف الناتو ضد حلف وارسو.

بدأت الحرب الباردة في الانتهاء بين عامي 1988- 1989 منذّ لحظة بدء سحب قوات الاتحاد السوفيتي من أفغانستان، وتقلص سيطرته على أوروبا. بسبب ضعف القيادات الشيوعية وانهيارها تكونت العديد من المسارات الديمقراطية، وانتشرت الحرية داخل الأراضي السوفيتية. وبعدها بدأ الاتحاد السوفيتي بالتفكك إلى العديد من الدول عام 1992. وحينئذٍ أعلن زعيم روسيا والرئيس الأمريكي جورج بوش الأب انتهاء تلك الحرب الباردة التي دامت طويلًا بين البلدين.

اقرأ أيضا: حقائق غريبة عن الحرب الباردة لم تسمع بها من قبل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!