كيف يتم تحليل الشخصية في علم النفس؟

يهتم هذا العلم بدراسة وتحليل الشخصية في علم النفس والتفاعلات السلوكية وأنماط الشخصيات بكل أنواعها: الحركية، العاطفية والعلاقات فيما بينها بهدف فهم السلوك وتحديد الطرق المناسبة للتحليل، التوصيف، الفهم، التنبؤ بالمشكلات التي قد تتعارض مع الشخص في موقف ما وتحديد ردود فعله المتوقعة للتعامل معه.
علم النفس العام يعرف بأنه العلم الذي يهتم بدراسة كل ما يتعلق بالسلوك الإنساني باعتباره استجابة لمثير محدد، تختلف الاستجابات تبعا لاختلاف المثيرات، إلى جانب دراسة أثر البيئة الخارجية والداخلية وكذلك الوراثة على الفرد وتحديد تفاعلاته مع الذات وتوجهه داخل المجتمع.
كذلك يساعد علم النفس في العموم على فهم ودراسة أنماط الشخصيات المتعددة والتنبؤ بالانطباعات والتصورات لكل منها في المواقف المختلفة، تعددت فروع علم النفس العملية في العصر الحديث، ومنها علم النفس الجنائي، علم نفس الصناعة، علم النفس الاجتماعي وغيرها من التصنيفات والفروع التي يتناول كل منها تخصصاً معيناً.
- علم نفس الشخصية هو أحد أكبر فروع علم النفس، ويهتم بدراسة كيفية تطور الشخصية. كما يسعى الباحثون في هذا المجال النفسي إلى فهم أفضل لكيفية تأثير الشخصية على الأفكار والسلوكيات.
- عادةً ما يبحث علماء نفس الشخصية في كيفية اختلاف الشخصية من فرد إلى آخر، وكذلك كيف يمكن أن تكون متشابهة.
- من قواعد علم النفس أن شخصيتك الفريدة هم من تجعلك أنت. إنها تؤثر على كل شيء من علاقاتك إلى طريقة عيشك.
قائمة المحتويات
تعريف الشخصية في علم النفس

الشخصية في علم النفس تُعرف على أنها أحد فروع علم النفس العام، حيث يهتم هذا العلم بالخصائص والظواهر السلوكية وانفعالات الأفراد، والتي عادة ما يعرف باسم الشخصية، وهو العلم الذي يختص بدراسة الخصائص النفسية للإنسان وتشمل: الطباع، الأنماط السلوكية، المزاج، الدوافع والقدرات وجميع العوامل التي تؤثر بها، بالإضافة إلى الاهتمام بدراسة تأثير اللاشعور ودوره في برمجة السلوك الإنساني والتجارب التي مر بها والخبرات التي أثرت في عملية تشكيل وتكوين السمات للشخص في مرحلة الطفولة.
اختبارات تحليل الشخصية في علم النفس
أحد علماء علم النفس الذين درسوا في مجال تحليل أنماط الشخصيات، العالم كارل يونغ Carl Jung (عالم سويسري) وهو أحد تلاميذ العالم فرويد، الذي استفاد من نظرية أستاذه فرويد في التحليل النفسي ودراسة الجوانب والحقائق النفسية والتعرف على عناصر الشخصية.
انتشرت العديد من الاختبارات المختلفة في تخصص تحليل الشخصية، والتي كان لها الكثير من الفوائد، فهي تمكن الفرد من التعرف على ذاته، ومن حوله بالإضافة إلى التعرف على كيفية التفاعل مع البيئة واتخاذ القرارات، التعرف على الجوانب السلبية والإيجابية للفرد، تحديد نقاط قوة الشخصية والعمل على تعزيزها ونقاط الضعف والتعرف على كيفية معالجتها.
شخصية الفرد وعناصر تكوينها
في دروس علم النفس، تعرف شخصية الفرد بأنها عبارة عن تفاعل متناغم ومتوازن يدور بين السلوك النفسي والسلوك الجسمي، يمكن أن تكون آلية التفاعل السلوكي فطرية مثل الأمومة والرضاعة وغيرها من الأنماط السلوكية التي يولد بها الفرد، قد تكون ناتجة عن بيئة الفرد، وفي هذه الحالة يتم اكتسابها بصورة تدريجية بالخبرات التي تتكون لدى الفرد خلال المراحل العمرية المختلفة التي يمر بها.
الفطرة هي عبارة عن توافر الاستعداد الذاتي لدى الإنسان الذي تنشطه الأحوال والظروف البيئية، في تعريف آخر للشخصية بأنها عبارة عن نظام متوازن ومتكامل بشكل نسبي ثابت، تشمل الصفات أو الظواهر الجسدية والنفسية سواء الفطرية أو المكتسبة التي تميز كل فرد عن غيره وآلية التفاعل بينه وبين البيئة المادية والاجتماعية المحيطة به.
مكونات الشخصية الأولية
يمكن استعراض مكونات الشخصية الأولية التي تساعد على تحليل الشخصية في علم النفس على النحو التالي:
- الجسم وهو مع النفس ككل، ويعتبر من العناصر الهامة في تكوين الشخصية لكل فرد، فالجسم على اختلاف حالاته سليم أو به علة يؤثر على الحالة النفسية والمزاجية للفرد، بالإضافة إلى تأثيره في تحديد طريقة تفاعل الفرد مع ذاته والمجتمع الذي ينتمي له سلباً أو إيجاباً.
- الذكاء والقدرات فلا يوجد مجال للشك في أهمية الكفاءة العقلية للفرد والذكاء في التأثير على شكل شخصيته، طريقة توافقه بشكل إيجابي مع المجتمع والذات، وتتنوع استجابات الفرد وتفاعلاته حسب قدراته العقلية، النظرة المجردة للحوادث اليومية التي يمر بها.
- المزاج الذي يعتبر من أبرز العناصر الأساسية في تشكيل الشخصية، حيث يرى الكثير من أصحاب هذا المجال أن المزاج هو نتيجة تفاعل العناصر الكيميائية داخل الجسم، حيث يختلف المزاج حسب هذه التفاعلات، من المؤكد أن لكل فرد طاقة انفعالية هي المسؤولة عن إنتاج السلوكيات بناء على مستوى ذكاء الفرد، بالإضافة إلى الغرائز التي تحرك الفرد حسب طبيعة الموقف.
- البيئة وهي التي تلعب دوراً كبيراً في وضع القواعد الأولى في تكوين شخصية الفرد.
تتكون البيئة من ثلاثة عناصر أساسية وهي:
أولا: المنزل حيث يظهر أثر المستوى الثقافي والعلمي للوالدين على جميع نواحي الفرد الأخلاقية والاقتصادية، بالإضافة إلى الأساليب السوية السليمة التي تنتج أفراد أسوياء واستقرار نفسي بعيداً عن الانحرافات.
ثانيا: المدرسة وهي البيئة الثانية للفرد بعد المنزل، فهي تساعد في نضج شخصية الفرد، كما تعزز الأخلاق السليمة وتساعد على اكتساب الأنماط السلوكية المتنوعة، فالبيئة المتوازنة والبناءة في المدرسة تنشئ أجيالاً واعية ومتعلمة.
ثالثا: المجتمع وهو المؤثر الأكبر بما فيه من عادات وتقاليد، المعايير الاجتماعية، الأنظمة السياسية، القيم المادية والمعنوية.
مكونات الشخصية عند فرويد

فرويد هو مؤسس المدرسة التي اهتمت بدراسة تحليل الشخصية في علم النفس المعروفة بمدرسة التحليل النفسي، قسم شخصية الفرد إلى ثلاثة أقسام كما يلي:
- الأنا وهو المسيطر على جميع الحركات الإرادية الناتجة عن التفاعل بين الإدراك العقلي والحسي، إلى جانب دراسة مثيرات البيئة الخارجية وتراكم الخبرات.
- الأنا العليا وهي عبارة عن مجموعة من الأخلاقيات، المثاليات، الخير، الحق، الضمير وجميع القيم العليا، فهي بمثابة الرقيب الذاتي وتتأثر بالوالدين والشخصيات المحيطة بالفرد، يمكن أن تهذب بالثقافة والمستوى العالي من التعليم.
- الهو وهو مخزن الطاقة الحيوية النفسية والبيولوجية، حيث يحتوي على الغرائز الفطرية في الإنسان فهو الصورة البدائية الخام لتكون الشخصية قبل أن يؤثر عليها المجتمع والبيئة، يمثل جانباً عميقاً في النفس لا علاقة له بالواقع، يقيم حسب مبدأ الألم واللذة وتحكمه الأنا العليا.
المراجع:
- Irwin G. Sarason, personality assessment | Definition, Types, Importance, britannica.com
- David Watson, Personality Assessment, openpress.usask.ca