التاريخ والحضارة

الأبارتيد ما هو وما معناه؟

نقصد بـ الأبارتيد ذلك التمييز العنصري الذي مارسته الحكومة البيضاء في جنوب أفريقيا للتمييز بين السكان السود والبيض، منذ إعلان هذه السياسة في عام 1948 إلى إلغائها في عام 1991. وكان هدف الأبارتيد الرئيسي هو التنمية المتميزة للعديد من المجموعات الإثنية والعرقية التي تشكل السكان. وقد تم تسمية هذه السياسة بـ الأبارتيد (بالإنجليزية: Apartheid) وتعرف هذه السياسة بالفصل العنصري، وتعني الفصل أو النبذ بين الأفريكانيين باللغة الأفريكانية.

  • الفصل العنصري: “الفصل” بلغة الأفريكانية” نظام تشريعي يعني بسياسات الفصل العنصري ضد المواطنين غير البيض في جنوب أفريقيا.
  • الأبارتيد في لغة الافريكانو (نبذهُ أو وَضَعه جانبا، أو فصله). وسيطر هذا المفهوم على الأدبيات السياسية في جنوب أفريقيا منذ بداية الأربعينيات.
  • حسب تعريف قاموس ميريام ويبستر Merriam-Webster: سياسة سابقة للفصل والتمييز السياسي والاقتصادي ضد الجماعات غير الأوروبية في جمهورية جنوب أفريقيا.

وتتجاوز سياسة الفصل العنصري الفصل بين البيض والسود والمجموعات الإثنية المنفصلة. فعلى سبيل المثال، تم توفير المناطق السكنية بشكل منفصل لكل مجموعة إثنية وعرقية مختلفة، وتم تسمية هذه المناطق بالمدن الصغيرة. قامت السلطات بترحيل آلاف العائلات لجعل سياسة العزل فعالة.

قانون الأبارتيد

كانت القوانين على الورق تظهر أنها تدعو إلى تحقيق المساواة في التنمية وحرية التعبير الثقافي. ولكن الطريقة التي نفذت بها جعلت ذلك مستحيلاً. أجبرت قوانين الفصل العنصري المجموعات العرقية المختلفة على العيش بشكل منفصل والتطور بشكل منفصل، وعلى نحو غير متكافئ بشكل صارخ.

أصبح الفصل العنصري أو الأبارتيد هو السياسة الرسمية لحكومة جنوب أفريقيا بعد وصول الحزب القومي إلى السلطة في عام 1948. ويسيطر على الحزب القومي عناصر من أحفاد المستوطنين الهولنديين الأوائل المعروفين باسم الأفريكانية.

وكانت انسحبت دولة جنوب أفريقيا من الكومنولث البريطاني للأمم المتحدة في عام 1961 بعد أن انتقدها أعضاء آخرون في الرابطة بسبب سياساتها العنصرية. كان قانون تسجيل السكان عام 1950 يطالب السكان وفق هذا القانون بتسجيل الأشخاص وفقاً لمجموعتهم العرقية.

وهذا يعني أن وزارة الداخلية سيكون لها سجل للناس وفقاً للون بشرتهم، وإذا ما كانوا من البيض أو السود أو الملونين والآسيويين أو الهنود. وعندئذ يعامل الناس معاملة مختلفة وفقا لمجموعتهم العرقية، ولذلك شكل هذا القانون أساس الفصل العنصري.

حتى الثمانينيات، كان على السود إظهار بطاقاتهم الشخصية لدخول الأحياء التي يسكنها البيض. وكانت المدارس العامة منفصلة تماما بشكل عنصري. كان من المستحيل أيضاً أن يتولى السود الوظائف المُسندة إلى البيض.

دور نيلسون مانديلا

وفي الفترة بين عامي 1970 و1980، تم استعراض العديد من قوانين الفصل العنصري وتراجعت وتيرتها. وقد زادت جماعات المعارضة الداخلية وبشكل أساسي المؤتمر الوطني الأفريقي والحكومات الأجنبية من الضغط على حكومة جنوب أفريقيا لإلغاء جميع قوانين الأبارتيد، وبحلول عام 1991، تم إلغاء آخر القوانين العنصرية.

كان الرئيس نيلسون مانديلا أحد المناضلين الرئيسيين ضد قوانين الفصل العنصري. وحكم عليه بالسجن المؤبد لدوره في حركة التحرر ضد سياسة التمييز العنصري التي مارستها حكومة الأقلية البيضاء.

تم اتهام نيلسون مانديلا بالخيانة العظمى وجرائم أخرى لدوره البارز في مقاومة نظام الأبارتيد بعد أن أنشأ تنظيماً عسكرياً أطلق عليه “رمح الشعب” لمقاومة نظام الفصل العنصري.

بعد دخوله السجن أصبح نيلسون مانديلا رمزاً نضالياً عالمياً، وطالبت العديد من المنظمات والحركات النضالية حول العالم بإطلاق سراحه.

عام 1985 وافقت حكومة التفرقة العنصرية على إطلاق سراحه شريطة نبذه للعنف. وبعد عدة أعوام التقى نيلسون مانديلا بصورة غير رسمية بالرئيس بوتا والرئيس دي كليرك Frederik Willem de Klerk عام 1989.

أطلق سراح مانديلا عام 1990، وبعد شهر من إطلاق سراحه تم انتخابه كنائب أول لرئيس المؤتمر الوطني الأفريقي، وقاد مفاوضات مع الرئيس دي كليرك لوضع دستور خاص لجنوب أفريقيا بعد أن اعترفت الحكومة بحزب المؤتمر الأفريقي كحزب سياسي بشكل رسمي.

المراجع
1- موسوعة السياسية ج 1 تأليف دكتور عبد الوهاب الكيالي.
2- الموسوعة العربية العالمية – مجموعة مؤلفين.
3- الموسوعة العربية الميسرة – مجموعة مؤلفين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!