ما هي الأناركية؟

الأناركية والعدمية من مصطلحات السياسة، وهي معتقدات فلسفية أو لنقل إيديولوجيات لا تهتم بوجود الحكومات. بمعنى أنها ترى أن من الأفضل عدم وجود حكومة إطلاقا. كما تعول في تفسيرها لهذه الفلسفة على أن كل الحكومات عمومًا قمعية ومتعسفة. وبسبب ذلك لا بد من التخلي عن فكرة إدارة المجتمعات بمعرفة هذه الحكومات.
- حسب قاموس ميريام ويبستر فإن الأناركية هي نظرية سياسيّة تحمل جميع أشكال السلطة الحكومية على أنها غير ضرورية وغير مرغوب فيها. كما تدعو إلى مجتمع قائم على التعاون الطوعي والارتباط الحر بالأفراد والجماعات.
- هناك أشكال مختلفة من الفوضوية. توحيد هذا التنوع هو النقد العام للسلطة المركزية والهرمية والسلطة. وبالنظر إلى أن السلطة والمركزية والتسلسل الهرمي تظهر بطرق مختلفة وفي مختلف الخطابات والمؤسسات والممارسات. فإنه ليس من المستغرب أن يتم تطبيق النقد الفوضوي بطرق متنوعة.
قائمة المحتويات
نشأة الأناركية
ترى كلٌ من الأناركية والعدمية أولوية تدمير كل شيء، تدمير الحكومات، وتدمير المجتمعات. على أن يكون هذا التدمير دوريًا لتبدأ من بعد كل مرة تدمير إعادة السلسلة من بداياتها. وتضيف العدمية على الأناركية مفهوم آخر يتمثل في تدمير كل ما يرتبط بالمفاهيم التقليدية وبالأخلاق واستبدالهم بالعنف والإرهاب.
في الحقيقة أن بدايات ظهور هذه الحركة ومن بعدها العدمية كان يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالاشتراكية. حيث بدأ الأناركيون ومن بعدهم العدميون أول ما بدأوا بتأييد دعوات الاشتراكيين للثورة وتطهير المجتمع والتخلص من الحكومة. وكان ذلك في الفترة ما بين أوائل إلى أواسط القرن العشرين.
شيوع اللاسلطوية
لعل روسيا هي صاحبة العلاقة الظاهرة والطويلة مع أفكار الأناركية والعدمية أو اللاسلطوية، حيث إن أوائل أبرز أعضاء الفرقتين كانوا من الروس، وعلى رأسهم “ميخائيل باكونين” الذي لقب لاحقًا بـ “أبو الأناركية”.
إلى جانب أن العدميين الروس كانوا أصحاب همة ويد عليا فيما شهدته البلاد من هجمات إرهابية في الفترة ما بين نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. وهي الهجمات التي أسفرت من ضمن نتائجها عن اغتيال القيصر الروسي “ألكسندر الثاني” في العام 1881م. الخلاصة أن الأناركية عبارة عن فلسفة اجتماعية تنحى إلى هدم فكرة الدولة باعتبارها عديمة الفائدة وضارة وغير مرغوبة. وفي المقابل لا بد من تشجيع إقامة المجتمعات العديمة الجنسية أو المجتمعات اللاسلطوية التي يقضى فيها نهائيًا أو على الأقل يتم تقليص الاعتماد على سلطة الحكومات لتسيير العلاقات بين أفراد المجتمع وترك المجتمع بدون قيود سلطوية لقوانين أو لحكومات.
اقرأ أيضاً: ما هي الطورانية وكيف نشأت؟