معارف ومعلومات

مفهوم التكنوقراطية وإمكانية تطبيقها

تقوم التكنوقراطية (بالإنجليزية: Technocracy مثل الديمقراطية، على مبادئ وبعضها متوافق مع بعضها البعض، مثل حماية الأقليات، أو مبدأ الأغلبية، أو الدستورية، أو حماية حقوق الإنسان. في المقابل، قد لا يكون لمبادئ مهمة أخرى مكان في التكنوقراطية.

فبدلاً من الانتخابات التي يمكن فيها للجميع الإدلاء بأصواتهم بنفس الوزن وبالتالي المشاركة في عملية صنع القرار، فإن أصحاب المعرفة الأكبر هم من يتخذون القرارات للجميع. إذا كانت المعرفة هي أعلى فائدة ويجب أن تعمل السياسة بأكبر قدر ممكن من “الحقيقة” الموضوعية، فلن يكون فصل السلطات ضروريًا بعد الآن.

حينها تكون المعارضة موجودة في المقام الأول بين العلوم المختلفة مثل نزاع بين المدارس المختلفة في العلوم، ولكن ليس كمعارضة سياسية.

لكن السياسة لا تتعلق فقط بالحكم وتطبيق القوانين. وتتمثل مهمتهم أيضًا في جلب الموضوعات والقرارات التي تمت مناقشتها إلى المجتمع ونقلها إلى المواطنين. يمكن للعديد ممن حضروا محاضرة سيئة بالفعل أن يؤكدوا أن الأساتذة ليسوا بالضرورة الأفضل في التواصل.

يتطلب الحياد المطلق أيضًا نفي القيم التي هي، مع ذلك، متأصلة بعمق فينا نحن البشر. كما أن العقلانية ليست مرغوبة في حد ذاتها. هناك العديد من الأمثلة في العالم على هذا حيث أدى التنفيذ العقلاني لهدف ما إلى الكثير من المعاناة.

مفاهيم التكنوقراطية

  • يمكن وصف التكنوقراطية بأنها نظام من أنظمة الحكم. أو هي على الأقل: هيكل منظم يختار فيه صانعو القرار، بناءً على مدى اتساع معارفهم أو إحاطتهم بالتكنولوجيا المتخصصة.
  • استخدم الصحفيون كلمة التكنوقراطيين. وذلك لوصف ممارسة بعض الأشخاص للعمل السياسي أو السلطة المحلية في القرن الحادي والعشرين؛ بسبب ضلوعهم في تخصصات تقنية أو علمية.
  • صار لكلمة تكنوقراطي معنيان آخران في الوقت الحالي:
    الأول: “فرد من أفراد المجتمع يدعو الآخرين إلى تسيّد الخبراء في مجالي العلم والتقنية”،
    الثاني: “التكنوقراطي هو عضو في نخبة علمية قوية”.
  • تعني كلمة التكنوقراطية في شكل اصطلاحي آخر تصور أو نوع من أنواع الجدارة. وهي مدى أهلية الشخص الذي يحكم وأحقيته بالوصول إلى السلطة.
  • وفي مصطلح آخر تعني عدم خضوع الأشخاص المؤهلين علميًّا وتقنيًّا لذوي المصالح الخاصة، خلال وجودهم في إدارة لها مجالات محددة.
  • أخيرًا يشير مصطلح التكنوقراطية إلى نوع أو أنواع من الإدارات يعمل بها أصحاب الخبرة. الذين لا يشترط أن يكونوا متخصصين فقط في العلوم الطبيعية. بصرف النظر عن كون ذلك في المستوى الخاص بالوزراء، أو حتى ما يمكن تسميته المستوى الأعلى داخل الدولة.

أمثلة عن التكنوقراطية

هناك أمثلة على التكنوقراطية تتمثل. وتتمثل الأمثلة في إسناد مهمة تشكيل الحكومة إلى التقنيين والمهندسين وأصحاب الخبرات في مجالاتهم والعلماء. وكذلك قيامهم بإدارة شؤون البلاد كبديل عمن انتخبهم الشعب، سواء أكان ذلك من خلال رجال الأعمال، أم الأحزاب السياسية.

وفي تلك الحكومة التكنوقراطية التي تتولى المسؤولية. يختار صانعو القرار داخل الحكومة وأفرادها من وزراء وغيرهم، استنادًا إلى مهارات كل منهم في مجاله الخاص، وكذلك مدى إلمامه ومعرفته به.

هل يمكن تطبيقها؟

دعوة أفراد المجتمع وصناع القرار إلى تطبيق التكنوقراطية في حل مشكلات المجتمع باستخدام منهج علمي. هو الأصل الذي استخدمت من أجله كلمة (التكنوقراطية). كما ويؤكد أنصار التكنوقراطية على أنه إذا توفر لدى منطقة ما من العالم ثلاثة عناصر وهي الموظفون المختصون الذي تلقوْا تدريبًا تقنيًّا، والموارد الطبيعية الكافية، وتوفرت إلى جوار ذلك المعدات الصناعية، وطبِق إلى جانب ذلك مبدأ الرقابة الاجتماعية، فستكون النتيجة هي اختفاء النقود، والأنظمة المعروفة عن الرقابة الأخلاقية، وستذهب القيم الاقتصادية إلى الجحيم، وسيُعوَّض عن ذلك باهتمام الجميع بالحفاظ على بقاء تلك الموارد الطبيعية لفترة طويلة جدًّا من الزمن؛ ليضمن المجتمع استمرارية جميع ما يعرف بـ (الوظائف الاجتماعية الصناعية).

وسوف ينتج عن ذلك أيضًا الاستغناء عن نظام الانتخاب المعروف في النظم الديمقراطية. حتى لا تذهب المناصب القيادية إلى أشخاص لا يتمتعون بالكفاءة والجدارة والمعرفة التقنية والعلمية. ويستعاض عن ذلك باختيار المهارات القيادية والعلمية والتقنية. على أساس ما قد سبق الكلام عنه من التخصص وذروة الأداء التقني والعلمي.

أصولها

المصطلح السياسي (تكنوقراطية) تعود في أصولها إلى اللغة اليونانية. وتتركب من كلمتين، الأولى: كلمة “تكني” وتعني المهارة، والكلمة الثانية هي: “كراتس” ومعناه الحكم أو السلطة.

إن أول ابتكار لكلمة التكنوقراطية، واستخدامها بالشكل الحالي. يعود إلى مهندس من ولاية كاليفورنيا الأمريكية يدعى (وليام هنري سميث). وكان ذلك في عام 1919، ووصف بها المصطلح: (حكم فعال للشعب، بيد المهندسين والعلماء الذين يوكِّلهم الشعب لرعاية مصالحه).

كان ذلك الاستخدام الأولي وبهذا المعنى والمصطلح لكلمة التكنوقراطية ضمن مقال بعنوان: (التكنوقراطية – طرق ووسائل للوصول إلى الديمقراطية الصناعية). وقد قصد هنري سميث بمصطلح الديمقراطية الصناعية الحركة العمالية التي تشارك في صنع القرار، عبر طريقين. الأول: الشركات الموجودة بالفعل والقائمة التي يعمل بها أولئك العمال، والطريق الثاني هو الثورة.

تأسست على يد المهندس هوارد سكوت حركة تكنوقراطية عام 1930، وتطورت التكنوقراطية على يد حركته تلك. وتعني تلك الإدارة الحكومية التي تصدر قرارات تقنية وعلمية. كما تطور الأمر أكثر فاقترح هوارد سكوت استبدال شهادات الطاقة بالمال والنقود، وشهادات الطاقة تلك التي ستحل مكان النقود تسمى بأسماء وحدات الطاقة؛ مثل: جول وإرج، كما أن هذه الوحدات ينبغي أن تكون مساوية لإجمالي ميزانية أمريكا الشمالية كلها من الطاقة، وتوزيعها على سكان القارة حسبما تتوفر موارد الطاقة هذه.

الفرق بين التكنوقراطية والديمقراطية

إن من أشكال الحكومة إدارة تتكون من صناع قرار، يختارون استنادًا إلى قدراتهم الفنية وخبراتهم التقنية والعلمية، هذا النوع من الحكومات يسمى الحكومة التكنوقراطية.

هناك اختلاف بين التكنوقراطية والديمقراطية، التكنوقراطية تنتخب أفرادًا تنقلهم إلى مواقع القيادة، بناءً على اختبار لكفاءتهم العلمية وقياس مدى قدراتهم التقنية والفنية؛ لتأكيد جدارتهم بالمناصب التي حصلوا عليها في الحكومة، وهذا الاختيار يحدث بصرف النظر عن رأي ومصلحة غالبية السكان، على عكس الديمقراطية التي ترى في غالبية السكان ومن تنتخبهم الأجدر بتولي المسؤولية.

لا تعتمد القرارات التي تتخذها حكومة التكنوقراط على التشاور أو الأخذ بالرأي، وإنما على المعلومات التي توفرها الطريقة المنهجية.

في الحقيقة السياسيون التكنوقراطيون قد لا تتوفر فيهم صفات الجاذبية أو الكاريزما. والتي قد تتوفر في الأشخاص المنتخبين للمناصب الحكومية. كما أن التكنوقراطي قد لا يكون من صفاته الدهاء السياسي. وإنما تظهر مهاراته في حل المشكلات التي تقابل المجتمع أو الأمة. ويتحدث بالأرقام والبيانات، لكن ذلك يحدث داخل إطار سياسي، أو ساحة سياسية.

من الثابت تاريخيًّا أن الولايات المتحدة تعرضت لفترة تعرف بالكساد الكبير. وهي أزمة اقتصادية نتج عنها الكثير من المشكلات الاجتماعية والسياسية. واستدعت سنوات من العمل السياسي لحلها، في ظروف كهذه ظهرت التكنوقراطية كحركة شعبية؛ لاعتقاد الناس وقتها أن تدخل الفنيين أو التقنيين أو من لديهم إحاطة بعلم الاقتصاد من العلماء هو الأمل في حل مشكلة الكساد.

اقرأ أيضاً: متى نشأت الديماغوجية وما التعريف الصائب لها؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!