مشاكل الذكاء عند الأطفال وطرق التعامل معها

الأطفال هم المستقبل، هذا المستقبل قد يكون مشرقا بعقول تشع ذكاء ونضجاً وإبداعاً أو مستقبل مظلم واهن وضعيف بسبب مشاكل الذكاء عند الأطفال، هذه المشاكل تجعل المنازل والعائلات تعاني من محدودية ذكاء صغارهم، فهم يواجهون صعوبات في تعليم الأطفال، الحياة، القدرات العقلية والنفسية تصبح من سيئ لأسوأ، لذا موضوعنا اليوم عن هذه الظاهرة المُضنية للأطفال.
قائمة المحتويات
تعريف مفهوم الذكاء المحدود
الذكاء المحدود أو الضعيف عند الطفل، دلالة على عدم استخدام قدراته العقلية بشكل متزن، فهو يستعين ببعض القدرات والطاقات، ويترك الباقي بدون بذل أي مجهود في استثمارها، فنلاحظ أثناء التعامل مع الأطفال مع الوقت أنه ضعيف نفسياً وعاطفي وأيضاً تعليمي واجتماعي، فلا يحقق نتائج جيدة في مدرسته ولا حتى بالنادي، أما إذا خضع لأي اختبار من اختبارات الذكاء، فتكون النتائج مُخزية.
مظاهر الذكاء المحدود عند الأطفال
هناك بعض الأعراض والمظاهر التي تبدو على الطفل محدود الذكاء، فالأمر قد يتطور لأبعاد أخرى غير الفشل الدراسي وعدم التأقلم نفسياً واجتماعياً، بل هناك أمور يجب وضعها في عين الاعتبار لمعرفة مشاكل الذكاء عند الأطفال وهي:
- وجود خلل في مستوى التحصيل الدراسي والتعليمي، بالإضافة لعدم قدرة الطفل محدود الذكاء على التركيز مع المعلم خلال شرح المواد التعليمية، ولا يستطيع حل الواجبات الدراسية بشكل جيد أو المذاكرة والخضوع لامتحانات.
- الطفل ذو الذكاء الضعيف لا يمكنه التأقلم مع المحيط الخاص به، فهو لا يستطيع مواجهة الظروف والمشاكل، والتي قد تطرأ عليه فجأة، وتتطلب استنباط مجهود عقلي للتفاعل معها.
- أي عمليات ذهنية وعقلية مجردة سوف تجعل الطفل يستخدم قدراته العقلية بشكل كبير، ترهق الطفل محدود الذكاء، وتوقفه عن الاستمرارية، كحل مسألة رياضية أو التعامل مع معادلات كيميائية ومواد علمية تحتاج إلى أمثلة واستنتاجات منطقية.
- حتى القدرات البسيطة، والتي تعد من البديهيات التي يصل لها أي طفل في مراحل النمو، كتعلم اللغة والنطق واللعب مع الأطفال والقيام بالاستحمام وارتداء الملابس والأحذية وتناول الطعام، دون أن تتسخ ملابسه، كل تلك الأمور يجد الطفل محدود الذكاء صعوبة في استيعابها وتنفيذها.
- الإدراك عند الطفل ضعيف الذكاء مستواه متدني لأبعد حد، فهو لا يستطيع التعامل مع العمليات الإدراكية بسهولة مثل حفظ المواد الدراسية والاحتفاظ بالمعلومة لفترة طويلة واستيعاب المعلومات المجردة.
- يعاني الطفل محدود الذكاء من بعض الصفات السيئة كالبلادة والتباطؤ في القيام بالحركات البديهية والانفعالات المتوقعة في ظروف معينة كالخوف والبكاء.
- ضعف الذكاء عند الأطفال يجعلهم ضعفاء في التركيز مع المواقف والظروف المحيطة بهم، فالطفل هنا لا يستغل قدراته العقلية بشكل كلي، بل يشعر بالإرهاق حينها، ويتوقف تماماً عن الانتباه لما يتم عرضه من مثيرات سواء بالمدرسة أو النادي أو البيئة.
أسباب مشاكل الذكاء عند الأطفال
هناك الكثير من الأسباب والعوامل التي تُضعف من مستوى ذكاء الأطفال بشكل عام، فالعوامل التي تبرر تأخر الطفل بمستويات الذكاء واستخدام قدراته العقلية، يمكن أن تنقسم إلى أسباب متعلقة بالتربية وأخرى نفسية وأخيراً عوامل مرتبطة بأمراض عقلية، سوف نشرح كل منهم على حدة:
العوامل التربوية
1. البيئة التي يعيش الطفل بداخلها تؤثر في بنائه عقلياً ونفسياً واجتماعياً، فوجود الطفل داخل بيئة خالية من حميمية التشجيع على استخدام مهاراته ومواهبه وقدراته وإمكانياته العقلية والبدنية وكيفية استثمارها بطريقة تفيده وتجعله ينمو عقلياً وسلوكياً بشكل إيجابي، بالطبع تجعل منه طفلاً محدود الذكاء والمهارات العقلية له محدودة.
2. الأسرة والأب والأم لهم دور كبير في تأديب الطفل وتنمية طفلهم وتشجيعه لاستخدام قدراته العقلية، من خلال تحفيزه على المذاكرة والتطوير من نفسه، مع عدم حدوث ذلك لن يجد الطفل أمامه سوى أن يصبح محدود الذكاء بشكل لا إرادي.
3. المدرسة بالطبع لها دور في استكمال مهمة المنزل والبيئة، فكلما كان دور المعلم داخل المدرسة تربوياً بشكل كبير كلما شعر الطفل أن معلمه مثل والده، وارتبط وتعلق به وبالعلم الذي يُحصله منه، أما المعلم الذي يهاجم الطفل، ويقلل من شأنه، ويعتدي عليه نفسياً وجسدياً، سيجعل الطفل يكرهه ويكره المدرسة، ويقرر عدم استخدام قدراته العقلية خلال شرح هذا المعلم.
العوامل المرضية
1. حدوث أي إصابة نفسية أو جسدية للحامل بفترة الحمل والولادة، قد تؤثر بشكل سلبي على القدرات العقلية للطفل، لذا وجب على كل أم توخي الحذر بشهور الحمل، حتى لا تؤذي طفلها بالمستقبل.
2. مرض الطفل بالتخلف العقلي؛ بسبب إصابة دماغه بحادث أو وجود سبب وراثي أثر على قدراته العقلية، هنا يحتاج الطفل إلى متابعة من الأهل، لأنه باختصار لن يستطيع الصمود بالحياة بمفرده.
3. الإصابة بمشاكل عقلية تجعل انتباه الطفل مشتتاً وذهنه شارد، لا يمكنه التركيز على موقف معين، أو حدث يتطلب منه التفاعل بعقلانية ومنطق.
4. الإصابة بأمراض الذاكرة والتي تجعل ذاكرته ضعيفة وبالتالي لا يمكنه حفظ المعلومة واستعادتها بكيفية جيدة، مما يفقده الكثير من خواص القدرات العقلية والذكاء.
5. التعرض لإصابات بالجهاز العصبي أو الدماغ كالإعاقات بأنواعها الجسدية والنفسية والعقلية، هنا يشعر الطفل بالغضب لأصغر الأمور، كما أن مستوى الاستجابة لديه يصبح أقل من الأطفال الموجودين بالمحيط حوله سواء بالنادي أو المدرسة.
عوامل نفسية
1. فقدان الطفل ثقته بنفسه، حيث يشعر وقتها أنه فاشل، ولن يستطيع مجاراة زملائه بالمدرسة، تبدأ وقتها تلك الهواجس تسيطر على عقله وبواطن الإدراك والذاكرة لديه، فتسبب لها الخمول والضعف.
2. التعرض لاضطراب نفسي أو صدمة بالماضي تؤثر على قدراته العقلية، فوجود المشاكل الشخصية والنفسية كالخوف المرضي والفوبيا من بعض الأمور، تعيق الطفل عن تطوير مهاراته الشخصية والعقلية، وتجعل ذكاءه محدوداً.
3. وجود مشاكل وراثية كمرض الأب أو الأم بخلل هرموني أو جيني، هذا الخلل تم توريثه للطفل أو حدوث هذا الخلل عند الأم بفترة الحمل أو خلال عملية الجماع والتكاثر، هذه العوامل النفسية تسبب مشاكل في مستويات الذكاء عند الطفل.
اقرأ أيضا: كورسات مجانية للأطفال: علِّم طفلك الرياضيات والبرمجة والقراءة والكتابة والفلك مجاناً
كيف تتجنب إصابة طفلك بالذكاء المحدود؟
عندما تتأكد أن طفلك لديه مشاكل في مستويات قدراته العقلية، عليك أن تنظم طرقاً فعالة تعتمد على أساليب تربوية وسلوكية محددة تتعامل بها معه، حتى لا تتفاقم مشاكل الذكاء عند الأطفال، من أهم هذه الأساليب:
1. يجب على أي زوج وزوجة قبل الزواج، القيام بفحوصات وتحاليل ليتأكدوا من عدم وجود أمراض أو طفرات جينية قد تنتقل للطفل خلال عملية التكاثر، أيضاً التأكد من وجود توافق بين الزوجين من حيث الخواص الهرمونية والجسمانية، حتى لا يكون زواجهم أحد الأخطاء، ويصبح طفلهم ضحيتها.
2. خلال فترة الحمل لا بد أن تهتم الأم بصحتها الجسدية والنفسية، فعلى الحامل أن تعرف أن أي مشاكل قد تتعرض لها من صدمات نفسية أو عاطفية قد تؤثر بشكل سلبي على صحة الجنين سواء صحته الجسدية أو النفسية أو حتى بالقدرات العقلية التي سيُولد بها.
3. قم بتنمية مهارات طفلك وقدراته العقلية من خلال خضوعه لبرنامج توعوي يساعده في الاحتكاك مع بيئة سوية، كالمؤسسات التعليمية ودور الثقافة التي تنظم فعاليات ومسابقات تنمي من إبداعات الطفل، وتكتشف مواهبه وقدراته العقلية وتوظيفها بشكل إيجابي.
4. في حالة الشعور بأي مشاكل أو خلل بمستوى ذكاء طفلك، لا تعتمد على المدرسة في علاجه، بل اعرضه على أخصائي تربوي لمساعدة الطفل في تجاوز مشاكله، سواء كانت نفسية وتربوية ليبدأ الطفل من جديد في استثمار قدراته العقلية قبل فوات الأوان.

5. اجعل طفلك واثق الخطى في نفسه، سواء بالمنزل أو النادي أو المدرسة من خلال التشجيع والتحفيز على استخدام قدراته العقلية، خصص له مكافأة صغيرة بعد كل إنجاز يقوم به كتحصيل درجات جيدة بالامتحانات أو القيام بمهارات بدنية في النادي وما شابه.
6. تحديد سبب المشكلة هو بداية طريق العلاج، لذا في حالة معرفة أن سبب تأخر ذكاء الطفل البيئة أو المدرسة، قم بتغييرها على الفور، أو على الأقل تحسينها، فالطفل يحتاج في مراحل النمو والنضج إلى ظروف معينة يجب توافرها في المنزل والبيئة والمدرسة، في حالة عدم توفر تلك الظروف قد يعاني من خلل ما نفسي أو عقلي.
7. يجب على المدرسة الاهتمام بالجوانب النفسية للطفل والصحية أيضا، لذا من الجيد أن تقوم المدرسة بتكليف الأطفال بأنشطة ترفيهية وتعزيزية للقدرات العقلية من حين لآخر، حتى تساعدهم في التحصيل الدراسي.
8. أخيراً قم بالاهتمام بصحة طفلك البدنية والعقلية، فلا بد أن يتناول الطفل طعاماً صحياً زاخراً بالقيم الغذائية والعناصر الطبيعية والفيتامينات التي تقوي من الجهاز العصبي والمناعي، أيضاً أجعل طفلك يمارس رياضة ما داخل النادي كالسباحة وممارسة كرة القدم.
بالنهاية طفلك المصاب بضمور في القدرات العقلية ومستويات الذكاء، ليس وصمة عار أو طفل من ذوي الهمم، بل تحتاج مشاكل الذكاء عند الأطفال إلى دعمك وشعور طفلك بوجودك بجانبه، فلا تعاقبه على أمور لا دخل له فيها.
ولا تجعله يشعر بالتقصير والذنب بسبب ضعف مستوى ذكائه، خاصة لو كانت أسباب هذا الضعف متعلقة بالعامل الوراثي أو المرضي، بل خذ بالأسباب ونظم خطة علاجية وسلوكية معه حتى تصل به إلى بر الأمان.
ذكرنا أبرز مشاكل الذكاء عند الأطفال وطرق التغلب عليها من خلال أساليب تربوية وعملية مُجربة تساهم في تنمية القدرات العقلية للطفل.
المراجع:
- Anna Kroncke, Intelligence Issues in Childhood, cadey.co
- Florence Byrd, Intellectual Disability, www.webmd.com
- Gwen Dewar, Intelligence in children: Can we make our kids smarter?, parentingscience.com
اقرأ أيضا: أفضل 9 قنوات يوتيوب تعليمية للأطفال