معوقات الثقة بالنفس، أبرز 6 عادات تعرقل إيمان الإنسان بذاته

عوائق ومعوقات الثقة بالنفس تتمثل في عدة سلوكيات وعادات سلبية، وضحتها “ميلاني غرينبيرغ” المُختصَّة في علم النَّفس السَّريري، والتي كانت تعمل أستاذةً في جامعة آليانت الدولية الأمريكية، تُوضِّح الباحثة ستة أسباب وعراقيل تجعل الشخص لا يؤمن بذاته، ولا يشعر بالثقة بنفسه.
توضح غرينبيرغ أن الإنسان يستطيع أن يحيا حياة جيِّدة بأن يكون راضيًا عن ذاته، مع الكشف عن الأسباب التي تضرُّ بمصلحته الشخصية ومعرفة الطاقة الإيجابية في ما يُحيط به، كما أنها توضح أن دماغ الإنسان ذات مرونة عصبية، وتعمل على التفكير بأشكال مختلفة.
قائمة المحتويات
أهم عراقيل ومعوقات الثقة بالنفس
1. مُحاولة تحقيق الكمال
البعض يعتبر أن كل عمل يقوم به هو عمل غير مُكتمل، ولا يُحقِّق ما يطمح به، فبهذا نخلق عدم يقين وإيمان، ونضع ضغوطًا على أنفسنا تعيق خطواتنا، مما يجعلنا نتراجع عن إنجاز ذلك العمل، وتنصح غرينبيرغ بضرورة تشجيع الإنسان لنفسه على خطوة المُحاولة.
2. تحقيق سعادة الآخرين على حساب الذات
من عقبات وحواجز تحقيق الثقة بالنفس مُحاولتنا تحقيق السعادة للآخرين والاهتمام بتقديرهم لنا فوق ما هو مفروض يُعتبر من العادات التي تجعل الإنسان غير قادر على ضبط النفس، ولا يثق في نفسه.
توضح غرينبيرغ أن الصحيح هو أن لا نُلبِّي ما يطلبه الآخرون إذا كان ذلك يعرقل خططنا ويجني على أنفسنا، وأن نُولي الأهمية الأكبر لمُتطلَّباتنا، وأن نبتعد عن الأشخاص السيئين.
3. النَّدم دائما
يُعتبر النَّدم من معوقات الثقة بالنفس، ومن العادات السيئة التي تُقلِّل من ثقة الإنسان بنفسه، وتؤكد الباحثة في العلوم النفسية أن النَّدم يُعَدُّ إيجابيًّا فقط إذا كان الإنسان لديه فرصة لتغيير ما حدث، وغير ذلك فهو معيق ووسيلة للفشل.
فالتركيز على الأمور والسلوكيات الإيجابية يُساعد على تنمية وتعزيز الثقة بالنفس والتخلص من الأفكار السلبية، والتي منها النَّدم.
4. الإيمان بأننا أشخاص غير ناجحين
ينبُع ذلك التفكير السلبي إذا وُجِّه لنا النَّقد من أشخاص أقرباء مثل الأهل أو الأصدقاء، أو أن ندخل في مُقارنة مع أشخاص يفوقون مستوى الذكاء لدينا، وقد يأتي ذلك التفكير أيضًا من تجارب فاشلة قد مرَّ بها الإنسان في حياته، مثل الطلاق أو عدم القُدرة على الحصول على الوظيفة المُناسبة.
تُشير غرينبيرغ إلى أنه حتى يُمكن للشخص التَّغلُّب على عائق عدم الإيمان بالنفس فلا بُدَّ له من أن يُدركه في جميع تصرُّفاته، ويتغلَّب عليه بالتَّفاؤل بالأمور.

5. الشعور الدائم بالذنب
عقبة وعقدة الشعور بالذنب قد يُولد بداخلنا منذ الصِّغر، وتُشير غرينبيرغ إلى ذلك قائلةً “عندما كانت أُمَّهاتنا تأمرنا بأن نُكمل وجبة الطعام، حيث إن هناك أشخاصًا لا يجدون الطعام في مختلف بلاد العالم، أو لأنها بذلت مجهودًا كبيرًا في ذلك العمل فلا يحق لنا التعليق”، وتؤكد غرينبيرغ أن الكثيرين منَّا عانوا من شعورهم بالذَّنب في صغرهم لأسباب سخيفة.
فعندما يكون الشعور بالذَّنب سببًا في إعادة النظر في تصرُّف غير صحيح فعلناه، فهنا يكون شعورًا إيجابيًّا، ولكن إذا أحسَّ الإنسان دائمًا بهذا الشُّعور في كل تصرُّف يفعله، فهذا يقضي على استمتاعه بالحياة، خاصَّةً إذا شعر بأنه لم يُقدِّم شيئاً لمُساعدة الآخرين، على الرغم من أنه يفعل كل ما بوسعه، للتغلب على هذا العائق أو العقبة تقول غرينبيرغ إنه لا بد أن يتعلَّم الشخص من هفواته القديمة، وأن يرضى بما يحصل عليه في تلك الحياة.
6. نضع أنفسنا في مُقارنة مع الأشخاص الآخرين
من أكثر العادات التي تجعل ثقة الإنسان مُنعدمة في نفسه أنه يضع نفسه في مُقارنة مع الأشخاص الآخرين، ولا يُقدِّر مدى نجاحه أو فشله إلا من خلال تلك المُقارنة.
وتُوضِّح باحثة علم النفس أن من عراقيل ومعوقات الثقة بالنفس المقارنة الدائمة بالآخرين، وتشير أن للمُقارنة نوعين: فالأولى عندما نُقارن أنفسنا بالأقل منَّا، فهذا يُشعرنا باليقين والرضا عن أنفسنا، والثانية عندما ننظر إلى الأفضل منَّا، فهذا يُلغي شعور الرضا لدينا، والمشكلة أننا لا نعرف ما يُفكِّر فيه هؤلاء الآخرون.
وتُؤكِّد غرينبيرغ أنه يُوجد دائمًا موضوع للمُقارنة، فقد يغار الإنسان من مُستوى الذكاء أو الشكل الخارجي أو المستوى الاجتماعي لشخص ما، ولكن لا تفعل تلك المُقارنة لصاحبها شيئًا، إلا أنها تعوق مسيرته، وتضع ضغوطًا نفسية عليه، فالمُقارنة الأفضل هي مُقارنة الشخص بنفسه.
وفي نهاية المقال، نأمل أن نكون قد قدَّمنا لك عزيزي القارئ معلومات قيِّمة ومُفيدة عن أبرز قيود ومعوقات الثقة بالنفس.