من هم البابليون؟

من هم البابليون؟ تعد بابل من أقدم المُدن وأكثرها عراقة، تم إنشاء المدينة أثناء فترة الحُكم البابلي لبلاد ما بين النهرين. وذلك على يد الحاكم البابلي “الملك الشهير حمورابي” الذي تولى الحُكم، ورسخه للسلالة البابلية منذ 1792 ق.م وحتى 1750 ق.م.
كانت الحضارة البابلية، التي كانت قائمة من القرن الثامن عشر إلى القرن السادس قبل الميلاد. مثل الحضارة السومرية التي سبقتها، حضرية في طابعها، على الرغم من أنها تعتمد على الزراعة أكثر منها على الصناعة.
ذكرت المصادر أن بابل معناها باب الإله أو بلاد الصوف. كما أصبحت عاصمة “بلاد ما بين النهرين” في فترة وجيزة جدًا إضافة إلى تملكها حضارة عريقة لم يشهد التاريخ مثلها من قبل.

حوالي عام 1900 قبل الميلاد، أدت عملية جديدة من الغزو الإقليمي إلى القضاء على هيمنة السومريين والأكاديين في منطقة بلاد ما بين النهرين. هذه المرة، أسس العموريون، وهم سكان المنطقة الجنوبية من الصحراء العربية، حضارة جديدة كانت بابل مدينتها الرئيسية. فقط في القرن الثامن عشر تمكن الملك البابلي حمورابي من تهدئة المنطقة وتأسيس الإمبراطورية البابلية الأولى.
تحت قيادة حمورابي، أصبحت مدينة بابل واحدة من أكثر المراكز الحضرية ازدهارًا وأهمية في كل العصور القديمة. بالإضافة إلى توحيد أراضي بلاد ما بين النهرين، كان للملك حمورابي دور فعال في صياغة أقدم قانون مكتوب في العالم. اشتهر ما يسمى بشريعة حمورابي بمواده المختلفة التي تتناول الجرائم المنزلية والتجارية، وحق الميراث، والاتهامات الباطلة، والحفاظ على الممتلكات.
قائمة المحتويات
من هم البابليون؟
امتد حكم السُلالة البابلية، والتي يطلق عليها في وقتنا الحالي اسم السُلالة الأمورية أو العمورية بحوالي ثلاثة قرون ما بين 1894 ق.م وحتى 1594 ق.م وشملت تولي 11 ملكًا للحكم، واتسمت تلك الفترة سواء في بابل تحديدًا، أو في مختلف البُلدان بالرخاء والاستقرار والازدهار الغير مسبوق في شتى المجالات وعلى رأسهم العلوم، والتجارة والفنون والمعارف وعلوم الفلك وغيرها.
في هذا السياق الجديد، يمكننا تسليط الضوء على عمل الإمبراطور نبوخذ نصر، الذي حكم بين 612 و 539 قبل الميلاد. خلال فترة حكمه، شهدت الحضارة البابلية ذروة التطور المعماري المتمثل في تشييد الأسوار التي كانت تحمي المدينة، والقصور الفخمة وحدائق بابل المعلقة، باعتبارها واحدة من عجائب الدنيا السبع في العالم القديم.
كان نظام نبوخذ نصر معروفًا أيضًا بتأسيس فتوحات إقليمية جديدة، من بينها المنطقة الجنوبية من فلسطين والحدود الشمالية لمصر. بعد هذه الحكومة، تم غزو المناطق البابلية تدريجياً من قبل الفرس، الذين كانوا بقيادة الملك كورش الأول.
أصبحت اللغة البابلية أكثر انتشارًا في المنطقة وما يحيط بها وصارت اللغة الرسمية. فأثناء فترة حكم حمورابي الشهير تحول الحُكم للمركزية. وبدأ في إبرام حزمة قوانين وأنظمة تم فرضها على المناطق التابعة لحُكم البابليين الأوائل. ويبلغ عدد تلك القوانين حوالي 252 قانوناً. حفرت هذه القوانين على مسلة حجرية بجوارها صورة منحوتة تمثل الملك حمورابي أثناء تلقيه تلك القوانين من إله الشمس والمعروف باسم “شمس” تبعًا للاعتقاد السائد لدى أهل بابل القدامى وعبادتهم.
الصراعات التي حدثت في بابل، وأثرت على الحضارة البابلية
الفترة الأخيرة من حكم البابليين حدث بالمنطقة عدة معارك دامية أثرت بالسلب على الحضارة البابلية. كما تسببت في ضعفها؛ ومن ثم تمكن الحيثيون عام 1595 قبل الميلاد من دخول العاصمة، وعاثوا بها الفساد وقاموا بالعديد من أعمال الدمار والتخريب للانتقام من البابليين.
ولكن تمكن الكاشانيون في فترة وجيزة من السيطرة على المنطقة، وفي عام 1517 قبل الميلاد تمكنوا من إعادة بابل لوجهتها الأولى، وزادوا من توسعها وازدهارها حتى أصبحت في أبهى عصورها وقوتها بين 626 ق.م و539 قبل الميلاد وكانت حينذاك تضُم منطقة الخليج العربي والبحر المتوسط.
طبقات المجتمع البابلي
تم تقسيم المُجتمع البابلي إلى ثلاث طبقات بداية من الطبقة الراقية الأرستقراطية والمعروفة باسم “لاميلو” مرورًا بالطبقة العامة ” الموشينكو” وتضم أصحاب الحرف الفقراء، وصولًا إلى طبقة الرقيق” واردوم” وتتكون من أسرى الحروب، أو من ولد من أبناء للأسرى في فترة الأسر.
بماذا تشتهر بابل

تشتهر بابل بحدائقها المعلقة، والتي اندرج اسمها ضمن قائمة عجائب الدنيا السبع. قام بتأسيسها نبوخذ نصر للملكة أمييهيا عام 600 قبل الميلاد لتكريمها، وذلك لشوقها الدائم لوطنها الأم ميديا الشهيرة بجنانها وحدائقها المثمرة. وأثيرت العديد من الشكوك حول وجود تلك الحدائق التي تم وصفها سواء في الكتب أو الرسوم القديمة.
إضافة إلى نظام العد الفريد من نوعه وهو عبارة عن نظام ستيني فهو لم يكُن نظاماً عشرياً أو ثنائياً، وتجدر الإشارة لاستخدام البابليين لرمزين فقط في الدلالة على الأرقام، وكان ذلك سببًا رئيسيًا في حيرة العلماء.